البـــــــــــاتول ـــــــــــــــــــ بقلمي

تصرخ سيدة البيت وهي واقفة على رأس الطفلة ذات العشر سنوات الممددة على الأرض على فراش بال ..تغط في نوم عميق بسبب إعياء السفر..
_ الباتـــــول .. أيتها اللعينة الحمقاء .. ألم تستفيقي بعد ... ينتظرك عمل كثير في المطبخ ..
ثم الكنس و التنظيف والغسيل ..وأنت لا تزالين نائمة.. وأخذت تجردها من غطائها..
ارتعشت الطفلة ، بداخلها صراخ حاد.. تتثاءب .. تمتمت بشفتيها الصغيرتين ببراءة :
_ يا الله ماذا سأفعل ؟
جذبتها من قميصها الرث، وأمسكتها بعنف في شعرها المنكوش و صرخت بقوة :
_ مــاذا قلت هيا أعيدي ما قلتيه أيتها الكسولة ..
_ لم أقل شيئا سيدتي .. سوف ألحق بك ..
قالت في حدة : _ حسنــا حسنـا .. قبل اللحاق بي ، غيري تلك الملابس الممزقة ،
كرهت رائحتها العفنة وشكلها المقيت ..ورمت لها بقمص آخر يبدو نظيفا لكنه فضفاض سيُظهر الصبية
في سن أكبر من سنها..
_ حاضر سيدتي .. قالتها الباتول في استسلام وهي تتفحص قميصها الجديد بحماس طفولي يثير
الشفقة ..ارتدته بسرعة تعكس فرحتها كمن يفرح بلباس العيد .. ثم طاردت أثرها.
البيت يبدو في سكون ورائحة الكسل النتنة تحتل أكانه..
دخلت المطبخ .. نظرت إلى تلك الأطباق المتسخة المراكمة هنا وهناك ..قالت ببراءة لسيدتها :
_ مــاذا أفعل ؟
ردت السيدة بسخرية شديدة :
- ستلعبين .. إكسري كل الأطباق ..
هل
أنت مجنونة .. آخ ياربي .. يجب أن تغسلي كل الأطباق .. و ترتبيها على تلك
الرفوف وأخذت تشير لها إلى إحدى الرفوف المعلقة على الجدار ..
قالت الباتول بصوت رقيق وهي تنظر بدهشة إلى علوها :
_ لكنها عالية جدا .. كيف سأصل إليها ؟
تأوهت السيدة باختناق ..وتمتمت في صمت ..أوه.. لا أعرف كيف تطيق السيدات تشغيل الأطفال ؟
وماذا يفعلن في حالة كانت الخادمة إضافة إلى سنها غبية و تثير الإشمئزاز ..؟
سأجـــــن ياربي .. سأجــن ..
تقدمت نحوها الصبية من جديد وقالت بذات البراءة :
لا تفكري كثيرا سيدتي فقد وجدت الحل ..
سوف أغسلها و أضعها على الأرض ..
وابتسمت برقة أضفت لوجهها الأسمر جمالا و ضياء رغم نحافتـه ..
نظرت إليها سيدتها برأفة واحتقرت نفسها كثيرا ..
كيف حاولت دك حائط البراءة ..؟
أمسكت بيد الصغيرة و أخرجتها من المطبخ و دعت طفليها المدللين ليلعبا معها في حديقة الدار ..