فراق قلمي

موضوع: فراق قلمي الجمعة فبراير 11, 2011 7:26 pm

و لازلت داخلي تنبض ..

و أنا أمشي على الرصيف..أمسك بكتبي..و تظل أنت تنبض داخلي و أنا أسمع صرخات الرعد و كأنها تلملم بقايا انسانة ضائعة و الليل

يغزل أشباح الخوف .. فيصدر أصوات غير رتيبة .. أشعر بالالم يخترق مفاصلي ..

و الشتاء تهطل فوقي فتتسرب على عنقي و كأنها تلعقني..و تظل أنتَ تهتف باسمي و أنا أسرع في خطواتي أخشى على نفسي

من السقوط كالتافهة !!

شدتني إليك كآبة عينيك..و سحر وجهكَ .. فبدأت أشرب من جمالكِ و أخزنه في عقلي الصغير بحرص بينما أنتَ تحدثني

.. كيف أصبحت الأيام تتشابه و أنا بحرص لكي لا أطالبك باعادة جملك.. لم أكن أستمع كنت أصغي !!

و ظللت أراقبك مفتونة نشوى و كأنني أرى في أعماقكَ طفل صغير خرج لهذه الحياة بصدق و حنان ترسبت داخلي مشاعر

كتيرة ..

و مازلت في أعماقي .. و الوحشة ترثل أنات الفراق .. فأعود مهزومة إلي غرفتي الباردة هدوء يكاد يخنقني .. لازلت أتخبط في لاشيء

تذكرت رحلتنا المجنونة .. عندما ابتعدنا عن الجميع و بقينا تحت النجوم نعدها حتى غفيت على ذراعكَ فشعرت أنني مزقت الذرات التي

تبعدني عنك و بعثرتها في الهواء .. اتكأت و بدأت اسرد لك أحلامي ..فهتفت بنشوة

- أحلامك مخيفية رانيا !! تخيفنني بهذه الطريقة

- عندما يخنقني الصمت أصرخ بأعلى صوتي .. لآخد من الصدى أنيسا .. لكن حتى الجدران بخيلة تجعلني أتخبط

في حرب باردة ليست لي أسلحة سوى قلم تاركا سطروه المرتجفة كآثار دماء جريح فوق وسادة بيضاء.

- اقتربي أكثر رانيا و اجعليني آنيسا لكِ اعلني تمردكِ علي و ادخلي في فراغي و اضمري نيران وحشتكِ

و أقتربتُ منك واثقة من أفعالي..

- أشعر بدقات قلبكَ.. كما اشعر بخوفكَ .. أشعر و كأن في داخلك اعصار قوي أسمع صرخات بلا شفاه و أنظر إلي دماء

بلا شهداء ... كل شيء يبدو غريبا

فجأة زمجرت الرياح بقوة فسمعنا صرخة رعد و بدأت الشتاء تهطل بقوة فقمنا مسرعين إلي السيارة مسكت يدك دون أن اشعر رغبت أن تحضنني

و تجعلني أشعر بالآمان دخلنا إليها فرسمت في ذهني صورة عائلة صغيرة كانت هناك امرأة أخرى و طفل صغير ينادي 'بابا بكل عفوية'

فسألتك بدون تردد - هل أنت مرتبط

صمتَ كتيرا فشعرت أن الرياح دمرت عشنا للأبد..نظرت إليك بنظرة توسل فأجبت بدون رحمة

- نعم

خرجت من السيارة غير عابئة بالمطر .. خرجت و أنا أودع
جلستنا اليومية أمام البحر و أنا أودع حبك و حنانك ..لم أستطع أن أزيلك
من إطارك

الحقيقي لأهرب بك إلي مغاوضي الفضية في جبال القمر .. لم أهتدِ إلي شيء يدلني على لمحة أمل

فرحلت و أنا أغمغم ببساطة : إلي اللقاء.

قلمي : وليدة اللحظة